بلدي نيوز - (علاء نور الدين)
يرى إعلاميون ومحللون مهتمون بالشأن السوري أن الاستهداف الأخير لقافلة المساعدات الأممية في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي بغارات الطيران الروسي، وما رافقها من ضجة إعلامية وتنديد دولي وأممي، إنما هو جريمة مشتركة للاعبين الرئيسين في الملف السوري، وليست الأمم المتحدة باستثناء منها.
ويؤكد هؤلاء أن الظرف السياسي والتوقيت في استهداف القافلة الأممية بريف حلب على يد الروس، إنما يخدم مصالح الأمريكيين والأمم المتحدة قبل الروس انفسهم! بل هو أقرب إلى انتشال للطرفين (أمريكيا والأمم المتحدة) من ورطة ما، أو تبرير ما يدينها مما لا تريد فعله أصلاً على حساب أوجاع السوريين ومأساتهم.
وفتحت الجريمة الجديدة أبواب التكهنات حول الأسباب التي دعت الروس لاستهداف القافلة الأممية والتي كانت مسيرة من قبل منظمة لا زالت تعمل ضمن شروط الأسد وبأوامره ومن خلفه الروس، بالإضافة لتوقيت ومكان تنفيذ هذه الإبادة.
ويؤكد الصحفي السوري، خالد عبدالله، أن هذه الجريمة تندرج ضمن التفاهمات الدولية الثنائية (الروسية والأمريكية) لسوق الملف السوري ضمن اتفاق غير معلن بينهما على حساب السوريين وثورتهم، متسائلاً "كيف يمكننا أن نفهم هذا التصعيد المفاجئ ضمن ما كان معلنا عنه تحت مسمى (هدنة) باتفاق الطرفين!"، "هذا اتفاق بلا شك"، يقول العبدالله.
ويضيف بحديثه لبلدي نيوز أنه بالنظر لتوقيت التصعيد الجديد، فهو يأتي بعدما قدمت المعارضة رؤيتها للحل السياسي مؤخراً، والذي تغاضى عن كثير من البنود الأساسية في أي حل يريده السوريون ارضاءً لرعاة الصراع في سوريا من معاقبة للمجرمين والإفراج عن المعتقلين وغيرها من الملفات، مشيراً إلى أن هذه الجريمة غيّبت "الرفض الامريكي لإعلان بنود الاتفاق مع الروس"، أي أنه جاء لنجدة الأمريكان من ورطتهم ونسف الحديث عن هذا الرفض بإلغائه من أساسه.
ويتابع العبدالله بالقول "بالنسبة للأمم المتحدة فهي (أي الجريمة) أخرجتها من ورطتها كمنظمة أممية من المفترض أن تكون مستقلة، حيث تتمثل هذه الورطة بعجزها عن عمل أي شيء خارج إطار التفاهمات الدولية الأمريكية الروسية، وكلنا رأينا كيف أنها لم تجرؤ على إدخال شاحنة مساعدات وضمن الهدنة نفسها!".
من جانبه، يجاري الإعلامي علي ابراهيم رؤية العبدالله، بقوله "كيف يمكن لروسيا استهداف قافلة أممية عالمية، ضاربة بعرض الحائط ما قد ينالها من تنديد وشجب واتهام بالإجرام بحق مؤسسات تعنى بالعمل الإنساني؟ إلا إذا كان هناك أسباب كامنة خلف هذه التطور".
ويؤكد الإبراهيم لبلدي نيوز أن هذه الجريمة تمهد لما بعدها، أو لما يتم التحضير له من قبل الروس والأمريكان، والذي "لا أستبعد عرضه خلال الأيام القليلة القادمة"، ويتابع بالقول: "المعارضة قدمت تنازلات جوهرية في رؤيتها الأخيرة، ومن يبدي قبوله في تقديم تنازلات سيضطر لتقديم غيرها بمثل هذا التصعيد".
وبحسب الإبراهيم؛ فإن هذه الجريمة رسالة موجهة للمعارضة والسوريين كافة، تحمل في طياتها رسائل متعددة، أهمها أنه "لا حل إلا وفقاً لما يراه رعاة الصراع، وأن التنازلات المقدمة لا تكفي، وأن روسيا ماضية في دعمها للأسد وبتواطئ الأمم المتحدة والعالم، فماذا أنتم فاعلون؟".
جدير بالذكر أن الطيران الروسي استهدف قافلة ومستودعات مقدمة من منظمة اليونيسيف، الاثنين الماضي، وقتلت عدد من العاملين في المنظمة وأحرقت عدة سيارات ومواد غذائية، حيث أثارت عملية الإبادة هذه تنديداً عالميا وأمميا.