بلدي نيوز
ارتفع عدد قتلى الجيش الوطني السوري إثر عمليات تسلل لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشرقي إلى 13 قتيلاً.
وأفاد مصدر محلي بأن عدد قتلى "حركة التحرير والبناء" العاملة في الفيلق الأول في الجيش الوطني وصل إلى 13، فضلاً عن الجرحى.
وأشار المصدر إلى أن عمليات التسلل وقعت الليلة الماضية، وتركزت على محور "البويهج - العجمي" شرقي مدينة الباب بريف حلب.
ولفت إلى أن الحركة شيّعت العناصر اليوم الإثنين، في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
أصدرت "حركة التحرير والبناء" بياناً ظهر اليوم قالت فيه: "إننا سائرون على خطى شهدائنا، ولن يثنينا عن ذلك أي مانع، وعهد علينا أن دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، بل هي منارة لنا لإكمال درب النضال والتضحية".
كما أصدرت عدة فصائل في الجيش الوطني السوري ومؤسسات عاملة في ريف حلب الشمالي بيانات حول الحادثة، حيث قالت "القوة المشتركة" في الجيش الوطني: "إننا نؤكد تضامننا الكامل مع إخواننا في حركة التحرير والبناء في هذا المصاب الجلل، ونؤكد لأهلنا السوريين وذوي الشهداء أننا سننتقم لأرواح الشهداء ونواصل عملياتنا العسكرية حتى إسقاط نظام الأسد المجرم واجتثاث الإرهابيين من جذورهم، وفي مقدمتهم تنظيمات PKK وPYD، وحماية المناطق المحررة من خطرهم وإعادة الأمن والاستقرار لكافة المناطق السورية"، حسب البيان.
أما فصيل "الجبهة الشامية" في الجيش الوطني، فقد قال: "إن دماء الشهداء الزكية التي سالت لن تزيدنا إلا إصراراً على التمسك بقضيتنا العادلة وبمبادئ ثورتنا، ونذكّر بأن واجب الوقت يحتم علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً، والعمل على رص صفوفنا لمواجهة الاستحقاقات على مستوى المناطق المحرّرة والثورة السورية بشكل عام".
خلال الأشهر الماضية، كثفت "قسد" من عمليات التسلل الليلية في شمالي وشرقي حلب، مما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف الجيش الوطني السوري.
وغالباً ما تبدأ "قسد" عملياتها بالتسلل السري، ثم تقوم برصد تحركات عناصر الجيش الوطني داخل نقاطهم باستخدام المناظير الليلية، لتستهدفهم بشكل مفاجئ عبر القناصات الحرارية، مستغلة عنصر المفاجأة وضعف التنسيق بين نقاط الجيش الوطني.
وفي بعض الأحيان، تستغل "قسد" أخطاء عناصر الجيش الوطني للانقضاض عليهم بشكل مفاجئ، حيث تتجلى تلك الأخطاء في استخدامهم للهواتف المحمولة داخل النقاط ليلاً، والانشغال بالتواصل عبر الإنترنت بدلاً من التركيز على المراقبة والرصد.
ولا تهدف "قسد" من عمليات التسلل إلى السيطرة الدائمة على المناطق المستهدفة، بل تسعى إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الوطني ثم تنسحب.
وتلجأ "قسد" إلى عمليات التسلل ضد الجيش الوطني السوري لعدة أسباب استراتيجية وتكتيكية، حيث تسعى إلى استنزاف موارد الجيش الوطني البشرية والمادية، مما يقلل من قدرته على شن هجمات أو الدفاع عن مواقعه في المستقبل.
إضافة إلى ذلك، تعزز هذه العمليات ثقة مقاتلي "قسد" بقدرتهم على تحقيق الأهداف الميدانية، ويمكن استخدامها لأغراض دعائية تعزز من صورة "قسد" كقوة قادرة على مواجهة أعدائها.
كما تسعى "قسد" لاستخدام هذا التفوق الميداني كوسيلة للضغط في المفاوضات السياسية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لا سيما أنها تمر بموقف حرج حالياً مع احتمالية تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري.