قالت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي نيابة عن المبعوث الخاص غير بيدرسن، الذي يزور دمشق لعقد لقاءات مع مسؤولي النظام، في إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي أن العام الحالي شهد تصاعداً حاداً في معدلات العنف في سوريا.
وأضافت رشدي، أن العام الحالي أكثر دموية، في الوقت الذي تزايدت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية بشكل ملحوظ مستهدفة مواقع "بزعم أنها مرتبطة بإيران وحماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية" وفق نص الإحاطة، حيث تسببت هذه الغارات بسقوط ضحايا مدنيين، فضلاً عن دمار في البنى التحتية كالطرق والجسور. ولفتت نائبة بيدرسن في إحاطتها التي جاءت ضمن جلسة مجلس الأمن الخاصة بسوريا إلى أن تركيا شنت ضربات جوية داخل الأراضي السورية عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة أنقرة في أكتوبر/تشرين الأول، مما تسبب في خسائر بشرية وأضرار كبيرة بالبنية التحتية. كما ارتفعت حدة العنف في شمال غرب وجنوب البلاد، مع استمرار هجمات تنظيم "داعش" في البادية السورية. وأضافت أن عدداً متزايداً من السوريين يعيشون في دوامة مستمرة من العنف والمعاناة، حيث يفرّون من مناطق كانوا يلجؤون إليها أصبحت عرضة للهجمات، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية تتضاءل، ما يدفع السوريين إلى ظروف غير مستقرة. ونبهت إلى أن أكثر من نصف مليون شخص فروا من الغارات الإسرائيلية في لبنان إلى سوريا منذ سبتمبر/ أيلول، إلى جانب انخفاض الواردات والصادرات بنسبة 40 - 50%، وارتفاع حاد في أسعار الوقود والسلع الأساسية، ما ترك السكان بحالة من الضعف الشديد. وأكدت رشدي أن "التحديات السياسية والإنسانية في سوريا تتطلب حلولاً سياسية شاملة وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254". وأشارت إلى ضرورة استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية وتطوير تدابير بناء الثقة، مع دعوة جميع الأطراف السورية والدولية إلى وضع القضايا الرئيسية على الطاولة والعمل بجدية نحو تسوية سياسية". وتجاهلت رشدي أي إشارة إلى النظام وروسيا والميليشيات الأجنبية المرتبطة بهما، رغم الانتهاكات التي ارتكبتها هذه الأطراف بحق المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا.
انتقد مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، إحاطة نائبة مبعوث الأمين العام إلى سوريا، نجاة رشدي، منشور له على حسابه الرسمي بموقع "إكس" يوم الخميس، أن رشدي ركزت في حديثها على الهجمات ضد الميليشيات العابرة للحدود، متجاهلة أكثر من 220 هجوماً شنها النظام وروسيا والميليشيات المتحالفة معهما خلال شهري أيلول وتشرين الأول الماضيين. وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 27 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 148 آخرين، بينهم 57 طفلاً، مع استهداف المدارس والمرافق الحيوية في إدلب والمناطق المحيطة، بحسب الصالح. وأشار مدير الدفاع المدني أو ما تعرف بالقبعات البيضاء، إلى أن الهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية تشكل تهديداً خطيراً لحياة السكان، وتقوض سبل عيشهم، خاصةً مع استهدافها للمحاصيل الزراعية ومصادر الدخل الأساسية. وأضاف أن الحياد يتطلب تسليط الضوء على معاناة الضحايا والعمل على منع إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب، منتقداً ما وصفه بالتجاهل غير المبرر لهذه الجرائم في الإحاطات الدولية.