كشف تقرير "حركة المهاجرين في تركيا" أن تركيا، على الرغم من تواجدها في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد اللاجئين، لم تعد تستقبل أعداداً كبيرة من السوريين كما في السنوات السابقة. وأكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الهجرة والشتات التركية رجب سيارفي تصريحاته أن "التصورات العامة حول الهجرة في تركيا مبنية غالباً على معلومات غير دقيقة، ويجب تصحيح هذا الفهم". وذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية وأوضح أن تركيا تحتل المرتبة الـ 12 عالمياً من حيث إجمالي عدد المهاجرين، مشيراً إلى أن "هذا الترتيب يظهر أن تركيا ليست المركز الرئيسي لتجمع اللاجئين كما يظن البعض". ووفقاً للبيانات التي تم تقديمها، توقف منح بطاقات الحماية المؤقتة للسوريين منذ عام 2021، وهو ما أكده سيار بقوله: "لقد أوقفنا منح بطاقات الحماية المؤقتة منذ ذلك الحين، ومع ذلك، ما زلنا في المرتبة الثانية من حيث عدد اللاجئين على مستوى العالم". وتحدث التقرير عن التغيرات في أعداد المهاجرين النظاميين، حيث أظهرت الرسوم البيانية انخفاضاً ملحوظاً في أعداد القادمين إلى تركيا خلال عامي 2022 و2023، في حين ارتفعت أعداد المغادرين، بما في ذلك أولئك الذين كانوا يقيمون بشكل قانوني في البلاد لفترة طويلة. وعلق سيار على هذه النقطة قائلاً: "حتى الأفراد الذين اختاروا تركيا للإقامة بشكل دائم ضمن الأطر القانونية باتوا يفضلون مغادرة البلاد لأسباب متعددة". وعلى صعيد المقارنة العالمية، أوضح التقرير أن نسبة المهاجرين إلى إجمالي عدد سكان تركيا بلغت 7 بالمئة، مما يجعلها في المرتبة الـ 102 عالمياً من حيث النسبة. ويشير هذا الرقم إلى أن مشكلة تركيا لا تتعلق بتدفق اللاجئين الجدد بقدر ما ترتبط بوجود اللاجئين القدامى الذين لا يزالون في وضعية اللجوء بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على قدومهم. ومن أبرز التحديات التي أشار إليها التقرير هي ظاهرة هجرة الشباب اللاجئين بعد إتمامهم دراستهم في النظام التعليمي التركي، حيث يتوجهون إلى الدول الغربية التي تستقطبهم بصفتهم "مهاجرين ذوي كفاءة". وأوضح سيار في هذا السياق: "نواجه خسارة كبيرة عندما يختار هؤلاء الشباب، الذين تلقوا دعمنا في مراحل تعليمهم، الهجرة إلى الدول الغربية في ذروة سنوات إنتاجهم". واقترح التقرير كحل لهذه المشكلة أن يتم منح هؤلاء الشباب وضعاً دائماً في تركيا بعد إنهاء تعليمهم واكتسابهم الكفاءة اللغوية، ما يسهم في تشجيعهم على البقاء والمساهمة في تطوير الاقتصاد والمجتمع التركي. واختتم سيار تصريحاته بالتأكيد على أن "التحدي الذي نواجهه اليوم هو كيفية الحفاظ على العقول والكفاءات التي ساهمنا في تدريبها وتعليمها، لضمان مستقبل مشترك أكثر استقراراً وتنمية".