تتجدد معاناة الطلاب مع كل عام دراسي لجهة البحث عن غرفةٍ في السكن"رغم كل الظروف السيئة في السكن ومشكلاته وقيوده وواسطاته، يضطر الطلاب للإقامة فيه، لأن لا بديل آخر لنا في ظل ارتفاع الإيجارات المخيف، ارتفاع يمنع من استئجار غرف صالحة للسكن البشري، فمثلا يتشارك طالب طب بشري الغرفة مع ستة شبان، علماً بأن القانون يفرض على الإدارة وضع طلاب الكليات العلمية في وحدات خاصة بهم بحيث لا يتجاوز العدد في الغرفة الواحدة 3 طلاب". في حين يزيد عدد الطلاب في بعض الغرف عن 12 طالب، وهذا يشمل وحدات الطالبات أيضاً.
ويصرح طلاب بأن الإدارة تعطي الطلاب المدعومين غرفا من درجة خمس نجوم، حيث يسكن أبناء بعض الضباط وأعضاء مجلس الشعب وغيرهم من أصحاب النفوذ، كُلٌّ في غرفته الخاصة به، ويُمنع أن يشاركه بها أحد! والمصيبة الأكبر بأن بعض هؤلاء الطلاب هم من سكان دمشق، أي أن عائلاتهم وبيوتهم في دمشق، وعلى الرغم من ذلك يسكنون في غرفٍ خاصة بهم في السكن الجامعي، ويحرمون أبناء المحافظات الأخرى من الحصول على سرير فيها، لا بل أكثر من ذلك حيث إن بعض المتنفذين يُجبرون الإدارة على تأمين غرفة لكل ولد على حدى، أي بإمكانك أن ترى أخوة كل واحد منهم يسكن في غرفة خاصة به وحده!! وبعلم من الإدارة التي لا حول لها ولا قوة، فمن يجرؤ أن يمنعهم، والطامة الكبرى هي بطلاب الجامعات الخاصة الذين يسكن بعضهم في السكن، على الرغم من أن القوانين تمنع سكنهم هناك".
ويؤكد طلاب إن السمة العامة للمدينة الجامعية هي الفوضى الموجودة فيها وعدم الالتزام بالقوانين، والتي من المفترض بأنها مخصصة لسكن الطلاب الجامعيين فقط، وتحديداً القادمين من خارج العاصمة، إلا أن الواقع عكس ذلك، فترى صديقة فلان من الناس من المحسوبات على بعض المتنفذين، تسكن وتقيم في وحدات الطالبات، من غير أن تكون أصلاً طالبة جامعية، لا بل وتتمتع بسلطة ونفوذ في الوحدة حيث تقيم، ولا تسري عليها قواعد السكن، كل هذا على مرأى ومسمع الجميع، وعلى حساب الطالبات اللواتي تضطر معظمهن إما للخروج من المدينة والبحث عن غرفٍ خارجها لاستئجارها، أو للإقامة في غرفٍ لا يقل عدد الطالبات فيها عن 7 أو 8 بشكلٍ وسطي.
ويتكدس معظم طلاب السكن الجامعي في دمشق، فوق بعضهم البعض في غرفٍ غير صالحة للسكن البشري، حيث تتذرع إدارة المدينة الجامعية بالأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمنعها من ترميم وتأهيل الوحدات السكنية، على الرغم من البدء بإعادة ترميم بعض منها، لتسليمها لشريحة من الطلاب والموظفين ذوي المحسوبيات.
تلفزيون سوريا