بلدي نيوز - (خالد محمد)
يعاني الأهالي في المدن المحررة من منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، ظروفا إنسانية وطبية قاسية، نتيجة للحصار شبه الكامل الذي تفرضه قوات الأسد على المنطقة، منذ أواخر العام 2013، وقطع طرق الإمداد عنها باتجاه البادية السورية من قبل تنظيم "الدولة".
ومع طول الحصار، وتزايد أعداد المصابين بفعل القصف سارعت المدن القلمونية المحررة (الرحيبة، الضمير، جيرود، الناصرية، العطنة) إلى إنشاء العديد من النقاط الطبية، لتقديم الخدمات الطبية وفق الإمكانات المتاحة، بعد أن أغلق النظام ونقل المراكز الطبية الحكومية داخل تلك المدن، إلى مدن أخرى تخضع لسيطرته.
وفيما يخص الواقع الطبي، وما شهده من تغييرات في المنطقة، أكد (أبو يزن) وهو المشرف العام في إحدى المراكز الطبية في المنطقة، أن نظام الأسد بادر فور بدء الثوار بتحرير المنطقة، إلى إغلاق المشفى الوحيد في مدينة جيرود، ونقل كافة معداتها الطبية إلى مدينة القطيفة الموالية.
وقال في تصريح لبلدي نيوز "تمثلت الحلول بالنسبة لنا، بإقامة نقاط طبية إسعافية، مكونة من عدد من المسعفين، وعدد من المتطوعين ممن يملكون خبرات صحية أو تمريضية، والذين أكسبتهم سنين الحرب الطويلة وكثرة الحالات الوافدة، خبرات جيدة في المجال الطبي".
وأضاف، "مع مرور الوقت تمكنا من إجراء عمليات القيصرية، وتصنيع بعض المعدات محلياً مثل أجهزة تفجير الصدر.. في حين أن معظم أعمالنا الطبية تقوم على خياطة الجروح السطحية، وتجبير الكسور، بالإضافة إلى عمليات استئصال الزائدة الدودية".
وختم بالقول "نسعى دائماً للتواصل مع جميع الهيئات الطبية والإنسانية للحصول على المساعدات الطبية، في وقت تتزايد فيه أعداد المصابين والشهداء خصوصا بين الأطفال والنساء".
بدوره، أشار (أحمد) وهو ممرض كان يعمل سابقاً في مشافي النظام، إلى أن معظم الحالات الوافدة إلى النقاط الطبية تستوجب جراحة في الأوعية وعمليات الأذيات العصبية في الرأس والعمود الفقري، في ظل غياب تام للعمليات الجراحية العصبية والوعائية، نظراً لافتقار هذه النقاط للتجهيزات الطبية المناسبة، وغياب الكادر الطبي المؤهل لمثل هذه العمليات".
وأكد تعاسة وضع الأشخاص الذين يعانون من هذه الإصابات، بقوله "إن أفضل الحلول المتوفرة لمثل هذه الحالات الوعائية، هي بتر الطرف المصاب إنقاذاً لحياة المصاب من موت محقق".
وحول إمكانية خروج المصابين، لتلقي العلاج في المشافي الخاضعة لسيطرة النظام، أكد (أبو يزن) أن المصابين لا يجرؤون على مجرد التفكير بعبور حواجز النظام المنتشرة على مداخل المدن الرئيسية لتلقي العلاج في مشافي النظام خشية للاعتقال والإعدام.
منطقة القلمون الشرقي، كانت قد فقدت اتصالها مع دول الجوار التي كانت تُرحل إليها الحالات الخطيرة، والضرورية لتتلقى العلاج المناسب هناك، بعد سيطرة تنظيم "الدولة" على منطقة (محسا القريتين)، حيث لم يعد بإمكان المصابين في معارك مع التنظيم أو النظام على حد سواء، العبور من هذه المنطقة للوصول إلى الأردن.
هذا وما تزال، الحواجز العسكرية التي أقامها نظام الأسد على مداخل مدن وبلدات القسم المحرر من منطقة القلمون الشرقي تتحكم بدخول المستلزمات الطبية، والدوائية، ولقاحات الأطفال إلى المنطقة، بالتزامن مع ازدياد العجز الطبي للنقاط الميدانية، لانعدام التمويل المادي، ونقص الكوادر والأدوية.