ذكر موقع "جنوبية " الإخباري اللبناني، أنه بعد قرابة عامين من حادثة مقتل السوري بشار عبد السعود تحت التعذيب، في مركز تبنين التابع لجهاز أمن الدولة في الجنوب اللبناني، وذلك في الـ30 من آب 2022؛ أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن خليل جابر حكمها في القضية، ودانت الضابط برتبة نقيب (ح .أ) بالسجن مدة 6 أشهر، وحكمت على المعاون (ي. ب) بالسجن مدة سنة ونصف السنة، وعلى المعاونين (ع. خ) و(ف. ف) بالسجن 3 أشهر، وعلى الرقيب أول (خ. ز. أ) بالسجن شهرين. وكان القرار الاتهامي الذي صدر -قبل عامين- عن القضاء العسكري في قضية مقتل سوري تحت التعذيب، في أثناء التحقيق معه من قبل عناصر جهاز أمن الدولة بينهم ضابط، قد لاقى ترحيباً من الجمعيات الحقوقية وحقوق الإنسان، التي وصفت القرار حينئذ بـ "التاريخي"، لكونه سلطّ الضوء على بعض الممارسات التي تعتمدها الأجهزة الأمنية اللبنانية، إلا أن الحكم الأخير جاء بعيداً كل البعد عما استند إليه القرار الاتهامي في خلاصته، بتجريم المتهمين، وللمرة الأولى، بالمادة 65/ 2017 من قانون التعذيب، وحوّلت المحكمة الوصف الجرمي من جناية إلى جنحة. وبحسب "جنوبية"، فإن الحكم استند إلى نص المادة 166 من قانون القضاء العسكري، التي تعاقب بالسجن من شهرين الى سنتين "كل عسكري يخالف الأنظمة أو الأوامر أو التعليمات العامة التي أوكل إليه أمر تنفيذها". وهو ما ذهب إليه حكم المحكمة الذي خالفه المستشار المدني وأحد المستشارين من ضباط الجيش من هيئة المحكمة. يذكر أن عائلة السعود كانت قد أسقطت حقها الشخصي عن المتهمين، الذين أبرزوا في إحدى الجلسات هذا الإسقاط الذي أخذت به المحكمة، مع الإشارة إلى أنه سبق للمتهمين المحكومين أن أمضوا عقوبة السجن التي حوكموا بها بتوقيفهم خلال التحقيقات الأولية والاستنطاقية، وأمام المحكمة التي عادت وأخلت سبيلهم بكفالات مالية متفاوتة خلال فترة محاكمتهم، وفق ما نقل المصدر. وفي نهاية آب 2022، نشر صحفيون لبنانيون صورا لجثة شاب عليه آثار تعذيب حادة، قالوا إنها تعود للاجئ سوري، وإنه قضى على يد ضابط وعناصر من "أمن الدولة" اللبناني. جريدة "الأخبار" اللبنانية قالت حينذاك إن جهات رسمية أمنية وقضائية تشتبه بأن ضابطاً وعناصر في جهاز "أمن الدولة" عذّبوا موقوفاً سورياً في أثناء التحقيق معه وضربوه حتى الموت. وأضافت: "فيما حاول المتورطون لفلفة الجريمة بالزعم تارة أنّ الموقوف بشار عبد السعود توفّي من جراء إصابته بذبحة قلبية بعد تناوله حبّة كبتاغون، وتارة أخرى بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، بيّنت معاينة الجثة أن الموقوف تعرّض لتعذيب وحشي أسفر عن إصابته بذبحة قلبية أدّت إلى وفاته".