أعرب "ديفيد كاردن"، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، عن قلقه البالغ إزاء تزايد العنف في شمال غرب سوريا، مما أدى إلى تعطيل الخدمات والأنشطة الإنسانية. وأكد في بيان صحفي أن التصعيد العسكري منذ 14 أكتوبر/تشرين الأول قد أدى إلى تسجيل ما لا يقل عن 122 هجومًا خلال ثلاثة أيام، منها 115 استهدفت إدلب وريف حلب الغربي، بما في ذلك المناطق السكنية والمتاجر المحلية والأراضي الزراعية.
وأوضح كاردن أن الغارات الجوية عادت بعد غياب ثلاثة أشهر، حيث استهدفت ثلاث غارات جوية منطقة قريبة من مخيم للنازحين في إدلب أثناء توزيع المساعدات الغذائية. وفي اليوم التالي، تعرضت محطة كهرباء غرب مدينة إدلب لغارتين جويتين، مما أدى إلى تعطيل محطتين للمياه تخدمان 30 ألف شخص في 17 قرية. كما أشار إلى تضرر المدارس ومخيمات النازحين بسبب القصف المدفعي والاشتباكات في ريف حلب الشمالي.
منذ بدء التصعيد في 14 أكتوبر/تشرين الأول، أُفيد بمقتل 12 مدنيًا، بينهم ثلاثة أطفال دون سن العاشرة، وإصابة ما لا يقل عن 27 آخرين، وفقًا للسلطات الصحية المحلية. وقد أدى هذا التصعيد إلى توقف الأنشطة الإنسانية الهامة، بما فيها الخدمات التي تقدمها عشر مرافق صحية في المنطقة. ووجه كاردن تعازيه لأسر الضحايا، داعيًا جميع الأطراف إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضرورة حماية العمال الإنسانيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
من جهتها، حذرت "مؤسسة الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) من أن التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا ينذر بكارثة إنسانية جديدة، مشيرةً إلى استمرار نظام الأسد وروسيا في استهداف المدنيين وخرق التفاهمات الموقعة. وأكدت المؤسسة أن الطائرات الحربية الروسية ارتكبت مجزرة في 16 أكتوبر/تشرين الأول، حيث استهدفت غاراتها ورشة مفروشات خشبية ومعصرة زيتون على أطراف مدينة إدلب، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 32 آخرين، معظمهم في حالة خطيرة.
وقد شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعًا في وتيرة الهجمات التي تنفذها قوات النظام وحلفاؤها على شمال غرب سوريا، مما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية والمرافق العامة ومنازل المدنيين. وأشارت مؤسسة "الخوذ البيضاء" إلى أن فرقها استجابت منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي لـ 698 هجومًا، مما أدى إلى مقتل 66 مدنيًا، بينهم 18 طفلًا و8 نساء، وإصابة 272 مدنيًا، بينهم 110 أطفال و34 امرأة.
وشددت المؤسسة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لحماية المدنيين والعمال الإنسانيين في شمال غرب سوريا، واتخاذ موقف قوي لوقف هجمات النظام السوري على أكثر من خمسة ملايين مدني. كما دعت إلى محاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم لضمان حماية المدنيين ووضع حد لتلك الهجمات.