يأتي التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية بريف القنيطرة في إطار مساعي تل أبيب لتعزيز سيطرتها الأمنية على الحدود مع سوريا. وكما كشفت "القناة 14" العبرية، تسعى إسرائيل إلى إنشاء "سياج أمني" يهدف إلى منع تسلل المسلحين نحو الجولان السوري المحتل. يأتي ذلك بعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شهدها هذا القطاع، حيث رُصدت دبابات من طراز "ميركافا" ترافقها جرافات تقوم بإنشاء طريق ترابي يُسمى "سوفا 53"، بالإضافة إلى حفر خنادق عميقة يتراوح عمقها بين 5 و7 أمتار على طول الحدود.
تتزامن هذه التحركات مع تصعيد إسرائيلي آخر تجاه لبنان، مما يشير إلى أن إسرائيل تسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية في مناطق تماسها مع سوريا ولبنان، في إطار تحسبها لأي تهديدات أمنية محتملة. ويُعتبر بناء السياج وتطوير البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك إنشاء نقاط مراقبة تمتد على طول الحدود بمسافات تقدر بكيلومتر بين كل نقطة، جزءاً من استراتيجية إسرائيل لزيادة استعداداتها العسكرية على الجبهتين السورية واللبنانية.
إن إنشاء هذه الخنادق ونقاط المراقبة يعكس اهتمام إسرائيل بالحد من أي تحركات معادية من الأراضي السورية، خاصة مع تزايد نشاط الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة، والتي قد تشكل تهديداً لأمن الجولان السوري المحتل.