تشهد سوريا أزمة اقتصادية حادة تنعكس بشكل واضح على ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل متواصل، حيث ارتفع متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية المكونة من خمسة أفراد إلى ما يزيد عن 13.6 مليون ليرة سورية، وهو ما يمثل قفزة جديدة للشهر التاسع على التوالي. هذا الارتفاع الحاد يأتي في ظل بقاء الحد الأدنى للأجور ثابتاً عند 278,910 ليرة سورية شهرياً، مما يعمق الفجوة بين الأجور وتكاليف المعيشة.
وفقاً لمؤشر صحيفة "قاسيون"، بلغ الحد الأدنى لتكاليف المعيشة حوالي 8.5 مليون ليرة، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على المواطنين الذين يعانون من تراجع القيمة الحقيقية للأجور في ظل تضخم متواصل. هذه الفجوة المتزايدة بين تكاليف المعيشة ومستويات الأجور تمثل تحدياً كبيراً للأسر السورية وتفاقم من معاناتهم اليومية.
في نهاية سبتمبر 2024، ارتفعت تكاليف المعيشة للأسرة السورية بنحو 622,600 ليرة مقارنةً بنهاية يونيو من العام نفسه. فقد زادت التكاليف من 13,037,356 ليرة في يونيو إلى 13,659,956 ليرة في سبتمبر، مما يشير إلى زيادة بنسبة 4.6% خلال ثلاثة أشهر فقط. وعلى نفس المنوال، ارتفعت تكاليف الحد الأدنى للحاجات الغذائية الأساسية للأسرة من 4,889,008 ليرة إلى 5,122,483 ليرة خلال نفس الفترة، معتمدة على أسعار السوق في دمشق.
كما شهدت تكاليف الحاجات الضرورية الأخرى مثل السكن والمواصلات والتعليم والصحة ارتفاعاً بنسبة مماثلة، حيث زادت من 3,259,339 ليرة إلى 3,414,989 ليرة، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 4.6% خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2024.
هذا الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة يقابله جمود في الأجور، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المعيشي للأسر السورية التي تواجه ضغوطاً متزايدة لتلبية احتياجاتها الأساسية وسط الظروف الاقتصادية الصعبة.