أعلنت إسرائيل عن مرحلة جديدة في حربها ضد "حزب الله" في لبنان، تتمثل في قطع الطريق البري الذي يستخدم لنقل الأسلحة من إيران إلى جنوب لبنان عبر سوريا. هذه المرحلة الجديدة تأتي ضمن حملة عسكرية تحمل اسم "سهام الشمال"، وهي تصعيد إضافي في الصراع الإسرائيلي الإيراني في المنطقة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز، قبيل خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بوقف عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سوريا.
التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله
على الرغم من أن الهجمات الإسرائيلية على شحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا ليست جديدة، حيث بدأت إسرائيل منذ عام 2013 ما يُعرف بـ"المعركة بين الحروب"، إلا أن هذه المرحلة تمثل تصعيداً جديداً في الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله. قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، أكد الاستعداد لتنفيذ ضربات جوية وعمليات برية لوقف أي محاولات لنقل الأسلحة إلى حزب الله، مضيفاً أن قدرة الحزب على الصمود تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الإيرانية.
إسرائيل نفذت مئات الضربات الجوية في جنوب لبنان، وانتقلت لاحقاً إلى البقاع وشمال بيروت، وتستهدف الآن منازل في قرى الجنوب تستخدم لتخزين الصواريخ. أما المرحلة الثالثة فتتعلق بقطع الإمدادات التي تأتي من سوريا، حيث أكدت إسرائيل أنها تمكنت من إضعاف مهام القيادة والسيطرة لحزب الله.
توسع الصراع ليشمل سوريا
صحيفة "هآرتس" أشارت إلى أن الحرب قد تمتد إلى سوريا، حيث تجمع نحو 40 ألف مقاتل من سوريا، العراق، واليمن بالقرب من الجولان، بانتظار تعليمات من حسن نصر الله للمشاركة في القتال. إسرائيل تعتبر وجود هؤلاء المقاتلين تهديداً مباشراً، وقد تتدخل داخل سوريا لمنع انتشارهم على الحدود.
في هذا السياق، استهدفت إسرائيل عدة مواقع حدودية بين سوريا ولبنان، وأعلنت عن مقتل 5 جنود من الجيش السوري في هجمات إسرائيلية على مواقع عسكرية قرب الحدود. إسرائيل تستهدف المعابر التي يستخدمها حزب الله لنقل الأسلحة إلى لبنان، بما في ذلك المعابر في ريف حمص.
موقف التظام في سوريا
من اللافت أن نظام بشار الأسد يحافظ على صمت تام تجاه هذه التطورات. الأسد نأى بنفسه عن التصعيد في جنوب لبنان، كما فعل طوال الحرب في غزة. وفقاً لمصادر أمنية، رفض النظام السوري السماح لحزب الله بتجنيد سوريين للقتال ضد إسرائيل، وأغلق مكتب تجنيد تابع للحزب بالقرب من مقام السيدة زينب في ريف دمشق.
الخبراء يرون أن الأسد يحاول تجنب الانخراط في الحرب للحفاظ على موقعه في الحكم، وربما يأتي هذا التحرك بتوجيهات من روسيا، الحليف الاستراتيجي للنظام، الذي يرغب في تجنب فتح جبهة جديدة مع إسرائيل.