بلدي نيوز - وكالات
حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنفسها عن المقترح التركي بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، مشيرة إلى مخاطر مثل هذه الخطوة على سلامة اللاجئين هناك.
وأضافت ميركل أنه في حال تبني المقترح التركي بإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، يجب في هذه الحالة ضمان سلامة اللاجئين هناك.
وعبرت ميركل، التي كانت تتحدث لمشرعين من حزبها في برلين، عن مخاوفها من الأخطار التي قد تنجم عن محاولة إقامة مثل هذه المنطقة. وقالت المستشارة المحافظة "إذا لم نتمكن من ضمان الأمن فسوف ينشأ وضع سيكون أسوأ من سربرينتشا" وهي إشارة إلى المذبحة التي تعرض لها نحو 8 ألاف مسلم على أيدي القوات الصربية عام 1995. كما هناك مخاوف من أن يجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" مثل هذه المنطقة الأمنية.
ويأتي كلام ميركل في وقت قالت فيه فرنسا إنها ستبحث مع شركائها في الأيام القادمة اقتراحا طرحته تركيا وأعضاء من المعارضة السورية بإقامة "منطقة حظر جوي" في شمال سوريا.
وتواجه تركيا صعوبات في التعامل مع أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري، وتدعو منذ وقت طويل لإقامة "منطقة حظر جوي" في شمال سوريا لإبقاء تنظيم "الدولة" وميليشيا "الوحدات الكردية" بعيدا عن حدودها، وكذلك للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين السوريين الذين يحاولون العبور نحو أراضيها.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قال إن بلاده ستبحث مع شركائها في الأيام المقبلة اقتراحا طرحته تركيا وأعضاء في المعارضة السورية بإقامة منطقة حظر طيران في شمال سوريا.
وقال "أولاند" للصحفيين على هامش التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة "سيبحث (وزير الخارجية الفرنسي) لوران فابيوس في الأيام القادمة حدود المنطقة وكيف يمكن تأمين هذه المنطقة وما الذي يفكر فيه شركاؤنا.
وأضاف أن هذا الاقتراح «لن يحمي الذين يعيشون في تلك المناطق وحسب.. ولكن يمكن أن يعود اللاجئون إلى هذه المنطقة.. وهذه هي الفكرة الكامنة وراء الاقتراح».
وتابع أنه "يمكن أن يجد (الاقتراح) مكانا له في قرار لمجلس الامن الدولي يضفي شرعية دولية على ما يحدث في هذه المنطقة".
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة خالد خوجة، ناشد المجتمع الدولي للتحرك فوراً من أجل إقامة منطقة للحظر الجوي من أجل تجنب ارتكاب النظام ما وصفها بمجزرة رواندا جديدة.
وطالب الخوجة المجتمع الدولي بالعمل على فرض منطقة آمنة شمالي سوريا، لإيواء المدنيين والتخفيف من حدة اللجوء والنزوح.
وقال رئيس الائتلاف الوطني "يطالب السوريين بفرض منطقة حظر الطيران، وعلى المجتمع الدولي ان يسمع لهم، لأن هذه هي السياسة الوحيدة التي تبدأ بالتعامل مع نتائج الازمة السورية الهائلة.
وتابع خوجة "ستساهم المنطقة الآمنة الناتجة عن حظر الطيران في إنقاذ حياة 200 من المدنيين أسبوعياً، وستخفف من الآثار الإنسانية للأزمة وتبطء تدفق اللاجئين من سوريا. وللاجئين في الدول المجاورة الكريمة، فإنها ستشكل بادرة أمل بأن المجتمع الدولي قد أصبح جادا حول حل الأزمة. وهذا الأمل هو عامل رئيسي لتشجيع عدد اقل منهم للمغادرة الى أوروبا".
ونوه رئيس الائتلاف أن هذه المنطقة ستجعل محاربة القوى المتطرفة أكثر فعالية، وإن القصف الجوي ضد داعش لوحده غير فعال. وغياب الجهود لحماية المدنيين لن تؤد إلا إلى تأجيج التطرف. وكل برميل متفجر يُلقى على المدنيين وكل تقاعس عن منعه هو بمثابة هدية لمجنِدي داعش".
وأكد أن وقف القصف على المدنيين من قبل النظام سيحرر عددا أكبر من قواتنا المعتدلة على الأرض لمقاتلة تنظيم "الدولة"، وفي نفس الوقت فانه سيشجع المزيد من المقاومين للانضمام لمحاربة التنظيم، ولكن وحتى تتم حماية المدنيين، فستبقى الأولوية هي منع هجمات النظام.
وكان رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو شدد على أهمية المنطقة الآمنة في سورية، لحماية السوريين من بطش نظام الأسد وتخفيف أزمة النزوح واللجوء.
وأكد داود أوغلو أن هذه المنطقة لا يمكن لأحد أن يسيطر عليها سوى الجيش الحر، وتركيا لا تريد أن ترى على حدودها تواجداً لتنظيم داعش أو لنظام الأسد.
وكشف رئيس الوزراء عن أن تركيا يمكنها بناء ثلاث مدن كبيرة في المنطقة الآمنة، ليست على شكل مخيمات، وإنما بيوت مسبقة الصنع، كما فعلت في مناطق بتركيا إبان الزلازل، بمعنى أن تكون المدن الثلاث على مسافة 100 كيلومتر ما بين مارع وجرابلس، وتستوعب كل مدينة 100 ألف سوري، ويكون التمويل أوروبي والتنفيذ تركي، خاصة أن أوروبا بدأت تفهم معنى أزمة اللجوء التي تتحملها تركيا حكومة وشعباً على مدار السنوات السابقة.