كشفت شبكة "عين الفرات" المحلية عن وصول قياديين من مليشيا "الحوثي" اليمنية إلى سوريا بداية شهر أغسطس 2024، بُعدًا جديدًا لتوسيع نفوذ المليشيات الموالية لإيران في المنطقة. وفقًا للتقارير، وصل أربعة قياديين متخصصين في صواريخ أرض-أرض والطائرات المسيرة إلى مدينة البوكمال عبر معبر السكك غير القانوني من العراق، برفقة مليشيا "سيد الشهداء" التي تدير المعبر.
أهمية هذا الحدث تتضح من خلال الاجتماع الذي عُقد بين هؤلاء القياديين وقيادات المليشيات الإيرانية في سوريا، حيث ترأس الاجتماع "الحاج عسكر"، القائد العام للمليشيات الإيرانية في البوكمال، بحضور "الحاج سجاد" ونظراء من إيران ولبنان. هذا الاجتماع، الذي جرى في ظل إجراءات أمنية مشددة، يبرز أهمية الدور الذي قد يلعبه هؤلاء القياديون في التحركات العسكرية الإيرانية في المنطقة.
المصادر تشير إلى أن القياديين الحوثيين قدموا من منطقة جرف الصخر في العراق، وهي منطقة استراتيجية تشرف عليها مليشيات "حزب الله" العراقي و"النجباء" و"سيد الشهداء"، وكلها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. هذه المنطقة تضم مستودعات أسلحة وصواريخ إيرانية، ما يؤكد وجود تعاون عسكري وثيق بين الحوثيين والمليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا.
التقارير ترجح أن الغرض من وصول القياديين الحوثيين إلى دمشق هو تدريب المليشيات المحلية والأجنبية في الجنوب السوري على استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. كذلك، قد يتولى هؤلاء الإشراف على عمليات عسكرية أو ضربات صاروخية محتملة تنفذها المليشيات الإيرانية و"حزب الله"، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
هذا التطور يعزز فرضية أن إيران تعمل على تعزيز قدراتها في سوريا عبر تجنيد وتدريب مليشيات من جنسيات مختلفة، بهدف توسيع نفوذها العسكري وتهيئة الأرضية لتنفيذ ضربات دقيقة أو لزيادة الضغط على خصومها في المنطقة.