إدلب الاتجاه الإجباري للمُهجّرين.. هل تحميها ورقة "الفوعة"! - It's Over 9000!

إدلب الاتجاه الإجباري للمُهجّرين.. هل تحميها ورقة "الفوعة"!

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

تطورات متسارعة يشهدها الصراع في سوريا، كان آخرها إلغاء جلسة مجلس الأمن التي كان ينتظر عقدها أول أمس في نيويورك، لبحث الهدنة في سوريا، والتي قال المندوب الروسي إنها كانت نتيجة لرفض المندوب الأمريكي الكشف عن بنود الاتفاق الأمريكي- الروسي كاملة.

في الوقت ذاته، تلوح بعض الخلافات الأخرى في الأفق، والتي يحرص الطرفان على حجبها عن الإعلام، إذ يضغط الجانب الروسي على نظيره الأميركي كي "يفصل الفصائل المعتدلة عن الإرهابيين"، أي ضرورة أن تنأى الفصائل المدرجة على قائمة الدعم العسكري والمالي الأميركي عن الفصائل الإسلامية في "جيش الفتح"، وخصوصاً "جبهة فتح الشام" والتي كانت تسمى (جبهة النصرة) سابقاً، في وقت تضغط واشنطن، وخصوصاً وزارة الدفاع (بنتاغون) لحصول التزام كامل بالهدنة وإدخال المساعدات قبل تشكيل "خلية التنفيذ المشتركة"يوم الاثنين، كي تقوم الطائرات الأميركية والروسية باستهداف مواقع "فتح الشام"، بموجب خرائط مشتركة يجري الاتفاق عليها بين جهازي الاستخبارات والجيشين في البلدين، وفق مصادر صحفية.

وتتحدّث المصادر الإعلامية عن مفاوضات بين واشنطن وموسكو كي توقف الأخيرة جميع الطائرات السورية، من التحليق في المناطق التي توجد فيها مواقع "فتح الشام"، التي ستكون من صلاحية الطائرات الأميركية – الروسية، مع السماح للطيران السوري في مناطق أخرى.

في غمرة هذه التفاهمات، يبقى مصير محافظة إدلب، مجهولاً تماماً، إذ أنّه وبحسب مصادر صحفية مطلعة، فإنّ "الخرائط" المتفق عليها تشمل معظم مناطق محافظة إدلب، وجزءاً من ريفي حلب وحماة، حيث ينتشر عناصر "جيش الفتح"، التي يتوقع أن يشملها القصف الأميركي – الروسي وحظر الطيران السوري. وأن التنفيذ العملي للاتفاق يعني خروج الطيران السوري عن معظم الأراضي السورية باستثناء مناطق "داعش" وجنوب سورية، مع أن نص الاتفاق تضمّن السماح له بقصف "مناطق محددة لا يشملها الاتفاق".

من يتتبع مسار الأحداث، يلاحظ أنّه مؤخرا تتبدى ملامح سوريا المفيدة التي خططت لها روسيا، ولكنه سيلحظ أن مصير محافظة إدلب مغيّب تماماً، ما يثير الشكوك، خاصة بعد ترحيل المقاتلين بموجب الهدن مع النظام، إلى إدلب.

حول رؤيته للمخطط المرسوم لإدلب، يقول رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر، العميد الركن "مصطفى الشيخ": "روسيا تحاول تجميع المعارضة في محافظة إدلب لتطويقها وإنهائها عسكرياً، خلال ما تبقى من إدارة أوباما بالسلطة"، ويضيف: "أمريكا هي بالأساس من أعدّت المسرح المتطرف لهزيمة الروس، وبالتالي الأمور متغيرة ومضطربة لدى صانع القرار في كلا البلدين وهناك خلافات عميقة حقيقة، أما ما يهمنا كقوى ثورة، شيء واحد، هو أننا سنبقى في حلقة مفرغة ما لم يتم اندماج الفصائل وتوحّدها، قولاً وفعلاً، مع تغيير نوع الخطاب، والإعلام والعودة إلى مسمى الجيش الحر".

ويشّدد العميد "الشيخ" على أنّه "إن بقيت الأمور كما هي لدى الفصائل، سواء بالتشرذم، أو الولاء لدول الإقليم على حساب مستقبل سوريا، فالكارثة واقعة لا محال" .

وحول وجهة النظر التي يتبناها الطرفان حيال مفهوم "الفصائل المعتدلة" يرى العميد "مصطفى الشيخ" أنّ "أمريكا لا تريد حالياً تصنيف أحرار الشام بالإرهابية، وتمانع ذلك بقوة، إلا أنها تريد بالتدريج أن تصنف جميع الفصائل كإرهابية، بعد الإجهاز على كل واحدة على حدة، في حين أن روسيا تريد الإسراع بتصنيف هؤلاء، وبالتالي تقريباً أنهت الثورة عسكرياً، ولم يبق سوى فرض الحل على السوريين وهزيمتهم، وعودة الأسد كما كان.. وهذا باعتقادي لن تسمح به أمريكا". ويوضح رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحرّ، أنّه "حالياً قبل رأس السنة لا أعتقد أن الوقت سيسمح لتهجير أهالي إدلب، لأنه هناك قريتا كفريا والفوعة اللتان ما تزالان تحت سيطرة الثوار نارياً وعسكرياً، هذا على الأقل، باختصار أقول ما لم يتم تطابق وجهات النظر بين الروس والأمريكان فلا حل للأزمة السورية، لعل وعسى الإدارة الجديدة الأمريكية القادمة لديها شيء ما مختلف، وهذا يبدو لي من خلال الخلافات بين أجنحة السلطة بأمريكا كالكونجرس، والبنتاغون، والمخابرات، وجميعها تريد تغيير سياسة أمريكا التي أهانت دورها على حساب تقدم الروس بالمنطقة".

يبقى مصير "إدلب" حبيس أدراج الأجهزة الاستخباراتية لكبرى الدول في العالم، بعد أن تمّت مصادرة القرار من أيدي السوريين، باستخدام أسلحة التجويع، والعزل، وحظر التسليح، وشحّ التمويل، ليبقى السوريون يعانون من نكد الدنيا عليهم، التي تفرض عليهم الاعتماد على "أصدقاء سوريا" المزعومين!

مقالات ذات صلة

تصريح أمريكي جديد بخصوص قانون التطبيع مع نظام الأسد

مظاهرات وإضراب لطلاب جامعة إدلب اعتراضا على توظيف خريجي جامعات النظام

تجاوزت الألف.. إحصائية صادمة لعدد حوادث السير شمال غرب سوريا خلال 2024

قتيل للنظام على طريق إثريا خناصر بين حماة وحلب

الكيل بمكيالين.. لبنانيون يهاجمون اللاجئين ويحتضنون قريبة "الأسد" بوظيفة إعلامية

منخفض جديد في سوريا يبدأ اليوم السبت