بلدي نيوز
كشفت مصادر إعلاميّة محلية عن تنفيذ ميليشيات الأسد حملة تمشيط جديدة بدأت فجر اليوم الخميس 22 آب/ أغسطس، في بادية الرصافة جنوبي مدينة الطبقة بريف الرقة شرقي سوريا.
وقال ناشطون في شبكة نهر ميديا، إن قوات النظام والميليشيات الرديفة لها، شرعت بالحملة التي ضمت مئات العناصر وعشرات الآليات العسكرية الثقيلة، الأمر الذي تكرر وسط غارات جوية روسية.
ورجحت الشبكة أن الحملة تشمل تمشيط المنطقة من بادية الرصافة وصولاً لبادية السخنة بحثاً عن خلايا داعش بالمنطقة، ولفتت إلى تكرار الحملات بالمنطقة التي تعد من أكثر المواقع نشاطاً لداعش في سوريا.
إلى ذلك قال الناشط الإعلامي في دير الزور "أبو عمر البوكمالي"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عمليات التنظيم شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة بالبادية مع انتشار قوات النظام عقب التصعيد الأخير بديرالزور والدوريات بالبادية.
ويوم أمس قالت وزارة الدفاع الأميركية، إن تنظيم "داعش" لايزال يشكل خطراً في المناطق التي ينتشر فيها، وخاصة في سوريا، لكنه بالتأكيد لا يملك نفس القدرة التي كان عليها قبل 10 سنوات.
وكان النظام قد أطلق سلسلة عمليات تمشيط في البادية على مدى السنوات الماضية، وكذلك روسيا التي أعلنت لمرتين عن حملة بغرض القضاء على داعش هناك، تحت اسم "الصحراء البيضاء".
لكن كل ذلك لم يسفر عن نتائج، وعلى العكس زاد "داعش" من شراسته، وحتى أنه بات يوسع من دائرة الاستهداف على صعيد الرقعة الجغرافية، حسبما قال خبراء ومراقبون في تقرير سابق لموقع "الحرة" الأمريكية.
وفي حزيران الماضي نشرت مصادر موالية للنظام نتائج حملة تمشيط البادية في مؤشرات على نهاية هذه الحملة المزعومة ضد داعش التي لم تضمن عرض جثة عنصر واحد من التنظيم، في الوقت الذي تكبد خسائر كبيرة نتيجة وقوع مجموعات عسكرية للنظام ضمن كمائن وهجمات مسلحة وانفجارات لحقوق ألغام.
وقال إعلام النظام حينها إن قوات الأسد والميليشيات الرديفة لها أجرت حملة تمشيط استمرت أياماً عدة في عمق البادية المحاذية لبلدة الدوير التابعة لمدينة البوكمال شرقي دير الزور، واستخدمت مختلف صنوف الأسلحة مدعوماً بالطيران المروحي، وفق تعبيرها.
وزعمت أن عمليات التمشيط كشفت عن غرف ومقرات تتمركز بها المجموعات المسلحة في تلك المنطقة، واعتبرت بأن عملية التمشيط في بادية دير الزور جاءت رداً على كمين نفذته مجموعات مسلحة في البادية القريبة من بلدة الدوير شرقي سوريا.
وذكرت أن الهجوم تسبب بمقتل 3 عناصر من الميليشيات الرديفة لقوات الأسد، وأضافت أن مُنفذي الكمين كانوا يستقلون سيارة دفع رباعي وضع عليها مضاد رشاش، ورافقت السيارة دراجات نارية كانت تقل المهاجمين، على حد قولها.
وحسب مواقع إعلامية موالية لنظام الأسد فإن غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري نفذت في ريف حمص الشرقي طالت كهوف تختبئ فيها مجموعات مسلحة في جبل العمور، وعلى خطوط إمداد وتحركات لهم مـن اتجاه منطقة التنف.
إلى جانب استهداف مواقع يتمركزون فيها فـي بادية تدمر- السخنة، وبادية البشري ومعدان غربي ديرالزور، وبادية الرصافة غربي الرقة، بحجة "إبعاد خطر المجموعات المسلحة عن المناطق الاستراتيجية، واستهداف مراكز ثقلهم وقطع خطوط إمدادهم".
وكان نشر "سامر إسماعيل"، قائد ميليشيات "فوج الحيدر"، لدى نظام الأسد مقطعا عبر صفحته على فيسبوك، أشار فيه إلى انتهاء عمليات تمشيط البادية السورية، في وقت لا تزال ميليشيات أخرى مثل "لواء القدس، الفرقة 25"، تنشر مشاهد من عملياتها هناك.
وقالت صفحات إخبارية موالية إن اللواء صالح العبدالله قائد الفرقة 25 مهام خاصة ظهر على مشارف بادية التنف للمشاركة في عمليات تمشيط البادية، بمشاركة المليشيات الإيرانية بالإضافة لمشاركة سلاح الجو السوري والروسي فيما كررت نعوات قتلى للنظام في بادية حمص.
هذا ولفتت شبكة "فرات بوست" إلى أن ميليشيات "الفرقة الرابعة" زجت بعناصر المصالحات واعتقلت الرافضين للانضمام إلى الحملة من قبل مكتب أمن الفـ.ـرقة بالقرب من دوار البلعوم بديرالزور، وتشير إحصائيات غير رسمية إلى مقتل حوالي 350 عسكريا للنظام في البادية ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في بادية دير الزور والرقة وحمص منذ مطلع العام 2024.