رأس النظام يبلغ إيران بعدم رغبته بالدخول إلى حرب شاملة - It's Over 9000!

رأس النظام يبلغ إيران بعدم رغبته بالدخول إلى حرب شاملة

بلدي نيوز 

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن النظام السوري أبلغ إيران بعدم رغبته بالانجرار إلى أي حرب، على الرغم من أنه يدين ببقائه بشكل كبير لطهران وميليشياتها، وذلك بحسب ما ذكرته مستشارة الرئاسة السورية وأحد المسؤولين الأمنيين في أوروبا.

وتناولت الصحيفة التحديات المتزايدة في إطار استراتيجية "محور المقاومة" الإيرانية، والتي كانت عنصراً أساسياً في سياستها الخارجية في الشرق الأوسط. وتتضمن الاستراتيجية تحالفات مع مجموعات وحكومات في مختلف أنحاء المنطقة، وخاصة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، لتوسيع النفوذ الإيراني.

وفيما يتصل بسوريا، يسلط المقال الضوء على أن الوضع هناك أصبح أكثر تعقيداً بالنسبة لإيران. وعلى الرغم من الاستثمارات الإيرانية الكبيرة في دعم نظام الأسد خلال الحرب السورية، فإن الصراع المستمر، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والمشاعر المناهضة لإيران في سوريا، تعمل على خلق شقوق في العلاقة، وتصعب مهمة النظام السوري في موازنة علاقاته مع القوى الإقليمية الأخرى.

وتشير هذه التحديات إلى أن نفوذ إيران في سوريا، على الرغم من أهميته، يواجه ضغوطاً متزايدة، مما قد يقوض أهدافها طويلة الأجل في المنطقة.

فيما يلي ترجمة المقال بدون تحرير:

تستعرض إيران قوتها عبر شبكة الميليشيات المتحالفة معها والتي حققت نفوذاً من خلالها عبر مدها بالمال والسلاح، ولكن بعد أن أصبحت المنطقة على شفير نزاع أوسع، أصبح مدى اعتماد إيران على شركائها محل اختبار وتشكيك كما لم يكن من قبل.

وبما أن إيران تعاني من العزلة ومن العقوبات الدولية، فقد سعت لممارسة نفوذها عبر تشكيل تحالف مؤلف من ميليشيات متحالفة أيديولوجياً مع أجندة طهران المعادية للغرب، إلى جانب تصنيعها لصواريخ ومسيرات بكلفة ضئيلة وذلك لتسد عجزها في مجال الدفاعات الجوية المحدودة. وهذه الميليشيات المتحالفة مع إيران تحارب إسرائيل والمصالح الأميركية والغربية بشكل مباشر، بما يتيح لإيران تجنب أي مسؤولية مباشرة تستوجب الرد عبر استهداف مواقع على أراضيها.

ولكن بدأت حالات خلل تعتري هذه الاستراتيجية، فقد أنحت إيران بلائمة الهجوم الذي قتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران على إسرائيل، وتوعدت بالرد، وهذا ما جعل المنطقة بأسرها في حالة تأهب وخوف، وتعتبر هذه المرة الثانية التي تهاجم فيها إسرائيل إيران بشكل مباشر خلال هذا العام، فقد استهدفت إسرائيل منظومة الدفاع الجوي القريبة من أحد المفاعلات النووية الأساسية في إيران وذلك في مدينة أصفهان بعد أن ضربت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة في منتصف شهر نيسان الماضي.

والآن، وفي الوقت الذي تدرس فيه إيران طريقة الرد على مقتل هنية، يتوجب عليها أن تفكر بتوجيه ضربة لإسرائيل تكفي لخلق حالة ردع من دون أن تستدعي أي رد أو انتقام على الأراضي الإيرانية. بيد أن اختلاف مصالح الميليشيات الكثيرة المتحالفة مع إيران، والتي تضم ميليشيات لبنانية وعراقية وسورية ويمنية، قد يعقد الأمور.

وتعليقاً على ذلك يقول توماس جونو وهو أستاذ مهتم بالشأن الإيراني لدى كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا: "تقوم عقيدة إيران على إبعاد حالة التوتر الأمني عن حدودها، والسعي لاحتواء العنف بشكل دائم، مع استنزاف الخصوم وتجنب الحرب الشاملة".

ثم إن أي هجوم على إيران كفيل بإحداث ضرر بالغ، في الوقت الذي تحاول طهران فيه إظهار قدرة دفاعاتها على الرد في حال حدوث أي اختراق لمجالها الجوي.

في شهر كانون الثاني الماضي، وبعد أن ضربت طهران مواقع جهادية في باكستان، ردت إسلام آباد بغارة جوية في المناطق الحدودية الإيرانية، بعد ذلك أتى الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في شهر نيسان الفائت.

غير أن معظم الطائرات الحربية والدفاعات الجوية اشترتها إيران في سبعينيات القرن الماضي قبل قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، وذلك بحسب وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، ونتيجة لذلك، ترى الوكالة بأن طهران ركزت على تسليح قواتها بإمكانيات تخصصية تركز على تكتيكات غير متناظرة مثل الاستعانة بالمسيرات والصواريخ التي بوسعها استهداف إسرائيل، ولكن لا فائدة ترجى منها في حماية المجال الجوي الإيراني.

يعلق على ذلك دوغلاس باري وهو عضو رفيع متخصص بالمجال الجوي العسكري لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فيقول: "معظم الطائرات الحربية الإيرانية وأسلحتها باتت عتيقة، ونظراً لعظم مساحة البلد، فلا يمكن تأمين دفاع جوي كامل لجميع الأهداف المحتملة".

وفي عملية استيراد نادرة للدفاعات الأجنبية، تمكنت إيران من شراء عدد ضئيل من نظم الدفاع الروسية إس-300 في عام 2016، وهذا ما زود إيران بأول إمكانية للدفاع عن نفسها ضد أي قوة جوية حديثة، ولكن لا يبدو ذلك كافياً، فقد زُودت القاعدة الجوية الموجودة في أصفهان والتي ضربتها إسرائيل في نيسان الماضي بدفاعات إس-300 بحسب ما ذكره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ولد ما يعرف بمحور المقاومة في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بعد أن ألفت إيران نفسها معزولة ووحيدة في حربها مع العراق، بما أنها دولة فارسية تحيط بها دول عربية في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الحين، أخذت إيران تمول وتسلح ميليشيات في كل من لبنان واليمن والعراق وسوريا، إلى جانب تمويلها وتسليحها لحركة حماس الإسلامية في فلسطين، ولهذا فإن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول الماضي تسبب بسلسلة من الأحداث جعلت المنطقة على شفير حرب وشيكة في الوقت الراهن.

هذا وقد يزداد خطر اندلاع حرب إقليمية بالنسبة لميليشيا حزب الله اللبنانية، والتي تحد إسرائيل من الشمال، وفي هذه الأثناء، أبلغ نظام بشار الأسد إيران بعدم رغبته بالانجرار إلى أي حرب، على الرغم من أنه يدين ببقائه بشكل كبير لإيران وميليشياتها، وذلك بحسب ما ذكرته مستشارة الرئاسة السورية وأحد المسؤولين الأمنيين في أوروبا. وذلك لأن دمشق تحارب حالياً الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها سنوات طويلة من العقوبات، وهذا ما تسبب بخروج مظاهرات ضد النظام، وتفشي حالة من السخط وسط شرائح مختلفة من الشعب السوري، كما أدى ذلك لفقدان النظام السوري سيطرته على جيوب واسعة في شمالي سوريا وشرقيها.

ولكن يبدو بأن الميليشيات التابعة لإيران في العراق والحوثيين في اليمن يتوقون لتنفيذ نهج أشد عدائية، ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضاً مع القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، وتجاه المصالح الغربية الأخرى، وهذا ما يقض مضجع طهران.

يصف هذا الوضع آندرو تابلار وهو المدير السابق لملف الشرق الأوسط لدى مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، فيقول: "تبدو إيران أشبه بعربة يجرها قطيع من الخيول الجامحة، إذ على الرغم من أن إيران تمسك بزمام الأمور، يختلف حلفاؤها على سرعة الرحلة ووجهتها وهذا ما قد يتسبب بظهور حالات تعارض وتصادم".

بقي الحوثيون في اليمن ينتظرون تنفيذ غارات كبرى على السفن الحربية الأميركية والموانئ الإسرائيلية، وهدفهم من ذلك ليس مجرد الثأر لمقتل هنية، بل أيضاً ليكون ذلك رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مرفأ مهماً خلال الشهر الماضي وذلك بحسب ما ذكرته قيادات ضمن الحوثيين ومسؤولون أوروبيون، لأن تلك الغارة التي شنتها إسرائيل أتت بعد أن أطلق الحوثيون مسيرة قتلت إحدى الشخصيات في تل أبيب.

كما شن الحوثيون حملة مضايقات استهدفت حركة السفن التجارية في البحر الأحمر، وذلك لإبداء حالة من التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة بحسب ما أعلنه الحوثيون أنفسهم.

وتعقيباً على ذلك قال أسامة الروحاني مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: "يتسم الحوثيون بالتهور والطموح الشديدين، وقد أتت جسارتهم تلك بعد سيطرتهم بشكل كامل على أراضيهم ولوجودهم في موقع استراتيجي يمكنهم من خلاله الإضرار بالتجارة الدولية من خلال أعمالهم العدائية التي يستهدفون من خلالها طرق الشحن".

تواجه إيران التحدي عينه مع الميليشيات العراقية، وأهمها قوات الحشد الشعبي التي أصبح هدفها الرئيس منصباً على استهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، مع السعي لطرد القوات الأميركية من المنطقة، بيد أن العثور على رد مناسب لمقتل هنية سيكون أمراً حاسماً، وذلك لتجنب انتقام القوات الإسرائيلية التي تتمتع بعتاد أفضل، وللاحتفاظ باحترام الحلفاء تجاه إيران.

وعن ذلك يقول مايكل نايتس وهو أحد مؤسسي منصة بقعة ضوء على الميليشيات وهي منصة تبحث بأمور الميليشيات المدعومة إيرانياً في الشرق الأوسط: "لقد كشفت إسرائيل عدة مرات خلال هذا الصيف خدعة إيران، كما أبدت إسرائيل هيمنتها على حالة التصعيد، أي قدرتها على التفوق على إيران وحزب الله بحالة التهديد ولكن بمستوى منطقي ومعقول" المصدر تلفزيون سوريا 

مقالات ذات صلة

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

"التعاون الخليجي" يدعم وحدة واستقرار سوريا

أمريكا تطالب لبنان بالقبض على مدير مخابرات النظام السابق جميل الحسن

فلسطينيو سوريا يدعون للكشف عن مصير معتقليهم وضرورة المحاسبة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

وفد من التحالف يناقش مطالب الكرد في القامشلي شرق سوريا

//