تجددت الاتهامات المتبادلة بين تركيا واليونان بشأن معاملة المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون عبور الحدود البحرية بين البلدين. وفقًا لتقارير قيادة خفر السواحل التركية، تمكنت القوات التركية من إنقاذ عشرات المهاجرين الذين أعادتهم السلطات اليونانية إلى المياه الإقليمية التركية في بحر إيجة.
الحادثة الأبرز كانت عندما تم العثور على 16 مهاجرًا ينجرفون على متن قاربين مطاطيين قبالة سواحل منطقتي ديكيلي وتششمه في ولاية إزمير. في حادثة أخرى، تم إنقاذ 52 مهاجرًا، من بينهم 16 طفلًا، كانوا يحاولون العبور إلى اليونان في نفس المنطقة. كما أفادت القيادة بوجود 30 مهاجرًا آخرين، بينهم أربعة أطفال، تم العثور عليهم على متن طوقي نجاة دفعهم حرس السواحل اليوناني نحو سواحل منطقتي داتشا ومرمريس في ولاية موغلا. بالإضافة إلى ذلك، تم احتجاز 20 مهاجرًا آخرين كانوا يستعدون للانطلاق من مرمريس.
تأتي هذه الحوادث في ظل تصاعد التوترات بين تركيا واليونان، حيث تتهم تركيا اليونان بممارسة "الإعادة القسرية" للمهاجرين، وهو إجراء غير قانوني وفقًا للقانون الدولي. في المقابل، تبرر اليونان هذه الإجراءات بأنها تهدف إلى حماية حدودها من موجات الهجرة غير القانونية.
الإحصائيات الحديثة تظهر أن تركيا أنقذت منذ عام 2010 أكثر من 184 ألف مهاجر في محاولاتهم لعبور البحر إلى أوروبا، فيما لقي المئات حتفهم ولا يزال العديد في عداد المفقودين. هذه الحوادث تشير إلى استمرار أزمة الهجرة على الحدود التركية اليونانية، مع تزايد التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجهها الدولتان.
تصاعد التوترات بين البلدين قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات الثنائية ويضع ضغوطًا إضافية على الاتحاد الأوروبي، الذي يجد نفسه بين اتهامات حقوق الإنسان من جهة، ومخاوف أمنية تتعلق بالهجرة غير القانونية من جهة أخرى.