دير الزور,,,العلاقات بين الأطراف المتنازعة في سوريا - It's Over 9000!

دير الزور,,,العلاقات بين الأطراف المتنازعة في سوريا

الوضع في دير الزور يعكس تعقيد العلاقات بين الأطراف المتنازعة في سوريا، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين قوات النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). على الرغم من حالة التوافق العامة بين الجانبين في مناطق أخرى من سوريا، إلا أن دير الزور تشهد حالة من التصعيد المستمر، بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك الانقسامات الداخلية والتحالفات المتغيرة.

في البداية، كانت القوات المتواجدة على ضفتي نهر الفرات تسير في خط متوازٍ، كل منهما يسعى للسيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش". ومع ذلك، اصطدمت المصالح الروسية والأمريكية في المنطقة عندما حاولت روسيا السيطرة على حقل "كونيكو" للغاز عبر ميليشيا "فاغنر"، مما أدى إلى مواجهة مع قوات "قسد" بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. هذه المواجهة أدت إلى تجنب روسيا الدخول في مواجهات مباشرة مع الولايات المتحدة في دير الزور منذ ذلك الحين.

مع استمرار التوترات، بدأت القوات الأمريكية والإسرائيلية باستهداف قادة الميليشيات الإيرانية في المنطقة، بينما ردت إيران باستهداف القواعد الأمريكية. هذا الصراع المتبادل استمر لفترة طويلة، حيث كانت الخسائر البشرية بين الجانبين محدودة.

المنعطف الأكثر حدّة في هذا الصراع حدث عندما حاولت "قسد" القضاء على قيادة "مجلس دير الزور العسكري"، الأمر الذي أدى إلى تمرد في صفوف المجلس وطرد حواجز "قسد" من المنطقة، إلا أن هذا التمرد لم يدم طويلاً بعد انسحاب المجلس وترك المدنيين يواجهون "قسد" بمفردهم. تدخلت قوات النظام وميليشيات إيران لدعم مقاتلي العشائر المناهضين لـ"قسد"، مما زاد من حدة الصراع.

التصعيد الأخير شهد هجمات متبادلة بين "قسد" وقوات النظام، مع تدخل وحدات خاصة من "قسد" بدعم من الطائرات المسيّرة، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى. ومع ذلك، كانت هذه الهجمات تحمل رسائل سياسية من "قسد"، التي حاولت تأكيد أن المعارك ليست بين العرب والأكراد، بل بين أبناء المنطقة والنظام السوري.

رغم كل هذه التطورات، من المرجح أن تستمر التوترات في دير الزور، ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة بين الأطراف المتنازعة، وهو ما يبدو صعبًا في ظل التعقيدات الحالية والمصالح المتضاربة.







مقالات ذات صلة