بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
بعد الامتيازات التي حصلت عليها روسيا في سورية نتيجة التنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لها خلال اتفاق كيري لافروف؛ طالبت موسكو من المعارضة السورية بـ"التخلي عن فكرة إسقاط بشار الأسد كبادرة حسن نية".
ويأتي ذلك في ظل تحضير المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لعرض مبادرة جديدة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 21 أيلول /سبتمبر الحالي، وتتضمن المبادرة حسب مصادر مطلعة لبلدي نيوز قبول بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي تمتد لمدة 18 شهراً، واعتماد مقاربة النظام وروسيا للحل السياسي في سورية وهي بتشكيل حكومة وحدة وطنية مناصفة بين النظام والمعارضة.
وكان مصدر مطلع رفض الإفصاح عن هويته قد قال في تصريح خاص لبلدي نيوز إن الاتفاق الأمريكي الروسي والتحولات التي شكلها التراجع الأمريكي عن دعم الثورة السورية، أعطى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الضوء الأخضر في اختيار المقاربة السياسية لروسيا ونظام الأسد.
وأوضح نائب رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف جورج صبرة في تصريحات خاصة لبلدي نيوز أن المعارضة السورية لن تتخلى عن هدف الثورة بإسقاط نظام الأسد المسؤول عن قتل وتشريد السوريين والتحول نحو دولة حرية عدالة وكرامة، مضيفاً إن "إسقاط الأسد هو قضية جوهرية".
وأشار صبرة إلى أن أحد أهم نقاط الرؤية التي أعلنت عنها الهيئة العليا للحل في سورية هي وجوب رحيل الأسد منذ بدء المرحلة الانتقالية.
وأضاف إن المعارضة السورية تُصر على أنه "لا يمكن لقاتل الأطفال أن يبقى في سورية، ونحن لن نوافق على أي اتفاق يعيد إنتاج النظام أو يعمل على تعويمه من جديد".
وختم صبرة حديثه لبلدي نيوز قائلاً: إن "القرارات الدولية تنص على إيجاد انتقال سياسي كامل في سورية، وبقاء الأسد يتنافى مع جوهر تلك القرارات".
وشكل اتفاق كيري-لافروف غطاء لتعويم نظام الأسد من جديد وجعله شريكاً في محاربة الإرهاب، إضافة إلى أنه أعطى الأولوية لمحاربة الإرهاب بدلاً من تحقيق الانتقال السياسي، واستعبد كل الدول الإقليمية والاتحاد الأوربي، وشرعن وجود الميليشيات الطائفية المقاتلة إلى جانب الأسد.