بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)
أصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري بيانا، أمس الجمعة الخامس من آذار/مارس، قالت فيه إن فرقها استجابت خلال عام مرّ على وقف إطلاق النار لأكثر من 1240 هجوما أدت مقتل 162 شخصا من بينهم 13 طفلا و 13 امرأة في مناطق شمال غرب سوريا.
وقالت المؤسسة في بيانها، التي نشرته عبر معرفاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، إنه مع مرور عام على وقف إطلاق النار في الشمال السوري، وتوقف المعارك في 6 من آذار 2020 بدخول الاتفاق حيز التنفيذ، ما تزال مآلاته غير واضحة المعالم في ظل استمرار نظام الأسد وحليفه الروسي بخرق هذا الاتفاق بشكل شبه يومي، وبشتى أنواع الأسلحة، ورغم هشاشة الاتفاق واحتمال انهياره في أية لحظة، لكن يمكن وصفه بالأنجح نسبياً منذ عام 2011.
ولفتت المؤسسة إلى أنه وبالرغم من أن الاتفاق خفف من القتل والعمليات العسكرية، لكنه زاد أو لم يضع حداً لمعاناة ملايين المدنيين الذين فقدوا إمكانية الوصول إلى منازلهم بشكل كامل، وأجبروا على العيش في مخيمات النازحين في مناطق مختلفة من سوريا، وسط سوء الأوضاع المعيشية وتهديدات الأمراض وحالات الطقس المتقلبة التي ضاعفت من معاناتهم بشكل دوري.
وأوضحت المؤسسة أن فرقها التطوعية استجاب منذ 6 آذار 2020 حتى يوم أمس الخميس 4 آذار 2021 لأكثر من 1240 هجوما من قبل النظام وروسيا تم فيها إطلاق أكثر من 9800 صاروخا وقذيفة وذخيرة متنوعة، وتنوعت الأسلحة المستخدمة، منها 86 هجوما بالغارات الجوية تم فيها شن 242 غارة، و950 هجوما بالقذائف المدفعية تم فيها إطلاق أكثر من 7730 قذيفة، و136 هجوما صاروخيا تم فيها إطلاق أكثر من 1747 صاروخا منها 5 هجمات بصواريخ أرض ـ أرض، منها اثنان محملان بقنابل عنقودية، إضافة لـ 27 هجوما بالصواريخ الموجهة تم فيها إطلاق أكثر من 30 صاروخا، فيما كانت الطائرات المسيرة حاضرة واستجاب الدفاع المدني السوري لـ21 هجوما بالطائرات المسيرة، و18 هجوما بأسلحة أخرى متنوعة.
ووثقت المؤسسة مقتل 162 شخصا من بينهم 13 طفلا و13 امرأة نتيجة لتلك الهجمات التي شنها الطيران الروسي وقوات النظام واستجابت لها فرق الدفاع المدني السوري خلال عام من قرار وقف إطلاق النار، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 521 شخصا أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 89 طفلا و76 امرأة.
ولفتت المؤسسة إلى أن معظم هجمات النظام وروسيا التي استجاب لها الدفاع المدني السوري خلال فترة وقف إطلاق النار تركزت على المناطق الجنوبية في ريف ادلب وجبل الزاوية ومنطقة أريحا وريف إدلب الشرقي، فيما امتد القصف باتجاه الغرب ليصل إلى مناطق سهل الغاب في ريف حماة، ومناطق الساحل بدرجة أقل في ريف اللاذقية، بالإضافة إلى عدد من الهجمات التي استهدفت عدة مناطق في ريف حلب الشمالي، حيث توزعت الهجمات على 686 هجوما على ريف إدلب، منها 271 على منطقة أريحا، و491 هجوما على ريف حماة، وتركز معظمها على مناطق سهل الغاب، و52 هجوما على ريف حلب، و7 هجمات على ريف اللاذقية.
وأشارت المؤسسة إلى أن تلك الهجمات استهدفت بشكل عام منازل المدنيين والحقول الزراعية بالدرجة الثانية، فيما لم يتوقف استهداف المدارس، والمشافي، والمرافق الحيوية، حيث استجابت فرقنا منذ وقف إطلاق النار في 6 آذار 2020 حتى اليوم الجمعة 5 آذار 2021، لـ 678 هجوما على منازل المدنيين، و407 هجوما على حقول زراعية، و9 هجمات على مدارس ومنشآت تعليمية، و 8 هجمات على أسواق شعبية، وهجومان على مشافي ونقاط طبية، و23 هجوما على محطات وقود ومساجد وأبنية عامة.
وأضافت أن قوات النظام وروسيا لم تكتفِ بالأساليب التقليدية للهجمات بعد وقف إطلاق النار، بل بدأت بشن هجمات بطائرات مسيرة وبالصواريخ الموجهة تستهدف المزارعين وخاصة في المناطق القريبة من خطوط التماس، ومنعت هذه الهجمات المزارعين من جني محصولهم أو زراعة أراضيهم، ما أدى إلى بوارِ مساحات كبيرة لم يتمكن السكان من زراعتها هذا العام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وفقدان عدد كبير من العائلات مصادر دخلها بعد موجة التهجير التي سببتها الحملة العسكرية للنظام وروسيا خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي.
وأكدت المؤسسة أن قوات النظام وروسيا شنت هجمات بصواريخ أرض ـ أرض مستهدفة بشكل أساسي مناطق حيوية، حيث استجابت فرقها لأربع هجمات استخدمت فيها هذه الصواريخ، هجمتان منها كانت بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، استهدف أحدها مصافي تكرير الوقود البدائية في قرية ترحين، ما أدى لمقتل مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين، كما أدى الاستهداف لاندلاع حرائق ضخمة جداً بسبب طبيعة المنطقة التي تضم عددا كبيرا من خزانات الوقود ومصافي التكرير البدائية، وهجمة استهدفت سوق المحروقات في منطقة الدابس جنوبي جرابلس بريف حلب الشرقي، في 23 تشرين الأول وأدت لمقتل مدني وإصابة 6 آخرين.
وأردفت أن اتفاق وقف إطلاق النار أوقف أكبر موجة نزوح تشهدها سوريا منذ عام 2011، بسبب الهجمات العسكرية والتقدم البري للنظام وروسيا والقصف الذي يستهدف التجمعات السكانية، حيث نزح خلال الأيام الأخيرة من عام 2019 وحتى 5 آذار 2020 أكثر من مليون مدني، أغلبهم نزحوا من ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمال والغربي، وتوجه أغلب النازحين نحو المناطق الحدودية بريفي إدلب وحلب، ليتجاوز عدد النازحين الكلي في شمال غربي سوريا 2 مليون مدني معظمهم نزح عدة مرات ومن مناطق مختلفة في سوريا خلال عمر الانتفاضة السورية ضد النظام.
وبعد وقف إطلاق النار، عاد ما يقارب 350 ألف شخص لأرياف إدلب وحماة وحلب، وخلال شهري حزيران وتموز من الصيف الماضي، عادت حركة النزوح من عدة مناطق بينها منطقة سهل الغاب وجبل الزاوية، حيث تم تسجيل نزوح أكثر من 10 آلاف شخص جراء تجدد القصف المدفعي اليومي على تلك المناطق بحسب المؤسسة.